سلطنة عُمـان :- منذ اكثر من مائة الف عام والتاريخ يشهد ان العصرين الحجريين القديم والوسيط في عمان، مثبتان بوجود الادوات والسهام الحجرية والرسوم الصخرية التي عثر عليها العلماء، ومقابر ورماح في العصر الحجري الحديث، وجدت بين المجمعات السكنية، وهناك آثار من العصر الخالكوبشي والبرونزي، هذا اول تاريخ لها، وعمان عرفت في تلك المراحل التاريخية المختلفة باكثر من اسم ومن اسمائها «مجان» و«مزون» و«عمان»، حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري وتاريخي محدد، فاسم «مجان» ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن حسب لغة السومريين.
قال الاستاذ احمد حسن البدواوي: كان السومريون يطلقون عليها ارض «مجان»، واما اسم «مزون» فانه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان، وتعني السحاب والماء الغزير المتدفق، وهذا ما يفسر ازدهار الزراعة فيها منذ القدم، وقيل ان اسم «عمان» ورد في هجرة القبائل العربية، وقيل انها سميت به نسبة الى «عمان بن إبراهيم الخليل» (ع) وكذلك انها سميت نسبة الى «عمان بن سبأ بن يغتان بن ابراهيم» (ع)، وكانت موطنا للقبائل العربية التي قدمت اليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد.
وذكر البدواوي: تسيطر سلطنة عمان على اهم الطرق البحرية في العالم، واتصلت طرق القوافل عبر شبه الجزيرة العربية، فيها عدة وديان تقطع سلسلة الجبال اقصاها 3000 متر، ويشبه العماني هذه الجبال بالعمود الفقري للانسان ويسمون هذه الجبال بـ«جبال الحجر».
مدينة الأبراج
وذكر ايضا ان مسقط العاصمة والقلاع والابراج التي دافعت عن مداخل المدينة، وحرست اجزاء كبيرة من المناطق الواسعة، مسقط عمّرها بعض العرب او كما يقولون عرب عمان وهم من الانساب فغرسوا فيها نخيلا، واشجاراً قبل انهيار سد مأرب، ومسقط معناها مدينة السقوط، ومكان الرسو، ومما يشير الى المكانا لذي تلتقي فيه قوافل الجمال القادمة من الخارج، تسقط أحمالها بعد رحلة تطول أو تقصر عبر الجبال والوديان.
اضاف: تتميز المناطق المحيطة بالعاصمة بهذه الابراج والقلاع من عام 986 هـ أي في 1587 ميلاديا، وكان البرتغاليون يطلقون عليها اسم «فورت كابيتان» وقلعة أخرى تسمى «جلالي».
مطرح سوق تاريخي
وتحدث البدواوي عن سوق مطرح القديم التاريخي الذي يتميز بطرقه الضيقة المسقوفة الملتوية، المشهورة بكثرة البضائع والمحلات، وسوق مطرح أكد المثل العماني: «كل عمان دروب» أي لا تجد مكاناً إلا وفيه درب أو سكة، ومحلات هذا السوق مرتفعة عن الأرض قليلا ببضع درجات، تفوح منه رائحة العطارة الشرقية، ومحلات فيها المشغولات العمانية الشعبية كالخناجر والدلات، والكمات (جمع كمة وهي غطاء الرأس المطرز للرجل العماني)، والمشغولات العمانية والفضية والذهبية، سوق يجمع بين القديم والحديث يرمز إلى عمان المعاصرة التي تحافظ على تراثها وتتفتح على دنيا القرون المقبلة.
كرم الضيافة
والحديث عن أشناص ممتع، فهي ولاية في منطقة الباطنة تشمل 12 ولاية، وتبعد عن مسقط حوالي 300 كلم، قرى اشناص متشعبة، من مقومات الجذب السياحي، أما كرم الضيافة، فهو شيء آخر، فدعوة الغريب لتناول القهوة على الأقل معهم واجبة، وتعتبر الضيافة واجبا مقدسا حتى ان أشد البدو فقرا يتقاسم وجبته البسيطة مع الغريب، ولكن عندما عرفونا اننا من الكويت مع أخي الدكتور عبدالمحسن جمال، استقبلنا الاستاذ أحمد حسن البدواوي البلوشي صائحا بنا: قفوا لن تمروا أمام بيتي من دون ان تدخلوه، هذا كرم العماني، قدم لنا في البداية التمر والقهوة والمنجة الاشناصية والباباية العمانية قبل وجبة الغداء المكونة من الخبز المصنوع من القمح وطبق من اللحم والسمك والحلوى، كرم أكمله على القوزي من الخروف المحمر قدمه على الأرز، بالاضافة إلى أطباق جانبية من المرق واللحم والخضروات، وبعد هذا الكرم كان رش ماء الورد على ايدينا، وبخور على وجوهنا، «وما بعد البخور قعود» أو «لا قعود بعد العود» قال لنا الاستاذ أحمد «انتما ريحة الكويت».
وتشتهر ولاية اشناص ببعض الصناعات التقليدية المصنوعة من سعف النخيل وعمل مصائد الأسماك الحديدية، ولاية غنية بالمعالم التاريخية والسياحية مثل: حصن أشناص، وأبراج، وخور أشناص الممتد 5كلم، ومنطقة القزم السياحية،
واثناء الطريق من شناص الى مسقط مررنا بولاية وادي المعاول وهي احدى ولايات الباطنة تشاهد فيها قلعة السفالة التي ما زالت شامخة والعديد من الآثار القديمة في الولاية المرتفعة على صخور تتميز بطابعها المعماري الاسلامي، وحصن هبرا وبرج الحجرة العوينة، شامس، زاهر، العيون، برج الآجال وغيرها، وجامع السفالة بني قبل ثلاثة قرون.
بوابة الشرق
من خلال هذه الجولة في ولاية صحار التي تعتبر عنوان الراحة، وبوابة الشرق كما وصفها العالم العربي «المقدسي»، صحار يرجع ياقوت الحموي هذا الاسم بنسبة الى من سكنه وهو «صحار بن آدم بن سام بن..» صحار في السنة السادسة للهجرة وصلها عمرو بن العاص حاملا رسالة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي يدعو من خلالها اهل عمان الى دخول الاسلام، ومن ابرز معالمها قلعة الشماء وفيها متحف تاريخي يضم آثار المدينة العريقة كما يحتوي كل الوثائق والآثار والاثريات قبل الاسلام، ويرجع تاريخ بنائها الى نهاية القرن الثالث عشر وبداية الرابع عشر الميلادي، صحار فيها وادي هيبي، والحلتي، وافلاج عديدة تروي الكثير من المناطق الزراعية ومن اهمها: فلج العوهي ــ فلج الفيائل ــ فلج الجل ــ السهيلة، صحار مشهورة بالحلوى العمانية، وصياغة الفضيات.
واخيرا ذكر البدواوي ان عدد زوار موسم خريف صلالة لعامي 2007 ــ 2008 حسب الجنسية والمنفذ خلال لفترة من 2008/6/21 الى 2008/7/18:
عماني 33904 سائحين
اماراتي 12666 سائحا
سعودي 4014 سائحا
بحريني 70 سائحا
كويتي 607 سائحين
قطري 580 سائحا
سوري 132 سائحا
مصري 420 سائحا
اردني 131 سائحا
لبناني 120 سائحا
مغربي 40 سائحا
تونسي 29 سائحا
سوداني 74 سائحا
هندي 3663 سائحا
بوابة الشرق
[
كهوف ومعالم تاريخية
قلعة ميراني
حجرة نادرة