البيسبول: لعبة أميركية نجومها عالميون
لعبة البيسبول رياضة راسخة على نحو عميق في الروح الأميركية. غير أن بقية العالم، بما في ذلك رياضيو العالم العربي، يلتقطون المضارب والكُرات أيضا، ويضعون بصماتهم على هذه اللعبة الفريدة.
كيف تلعب البيسبول؟
يعتقد البعض أن قواعد البيسبول بالغة التعقيد، لكنها في الواقع سهلة التناول.
يكون أحد الفريقين في وضع الهجوم، ويحاول تسجيل "الهدف" بالدوران حول الملعب. الفريق الآخر في وضع الدفاع، وله لاعب يرمي الكرة "الرامي"، وثمانية لاعبين آخرين موزعين على الملعب يحاولون منع الفريق المهاجم من إكمال دورته حول الملعب. يتبادل الفريقان موقعي الدفاع والهجوم تسع مرات أثناء المباراة، وكل مرة تُسمى "الشوط". الفريق الفائز هو الذي يسجل أكبر عدد من الدورات حول الملعب في نهاية المباراة.
كيف يسجل فريق ما "الهدف"؟
يقف أحد لاعبيه ("ضارب الكرة") في صحن الملعب (اللوحة الأرضية) وبيده مضرب خشبي، ويحاول ضرب الكرة التي يرميها رامي كرة الفريق المنافس باتجاهه. يضرب الكرة، فإن تم إمساكها من قبل أحد لاعبي الفريق الآخر قبل أن تلمس الأرض، فإنه، أي الرامي، يخرج من المباراة (لأنه أخفق). أما إذا لمست الكرة الأرض، فإن ضارب الكرة يحاول الجري والوصول إلى "القاعدة الأولى" قبل أن يتمكن الفريق الآخر من رميها وإيصالها إلى القاعدة الأولى. فإذا تخلف فإنه يخسر ويخرج من المباراة، أما إذا فاز وتمكن من الوصول إلى القاعدة الأولى فإن بوسعه البقاء هناك.
ثم يحل الدور على ضارب الكرة الآخر، ويحاول أن يفعل الشيء ذاته: ضرب الكرة والوصول إلى القاعدة الأولى- ما يعني تحريك زميله في الفريق من القاعدة الأولى إلى الثانية. يتم تسجيل الهدف حينما يغطي أحد اللاعبين القواعد الثلاث ويصل إلى اللوحة الأرضية (وتُسمى المنطلق أو النقطة الرئيسية لأن اللاعب بدأ من هناك). ويحصل الفريق المهاجم على ثلاث فرص لتحقيق ذلك قبل أن يخسر دوره. ثم يتبادل الفريقان مواقعهما- ويبدأ الفريق المهاجم في رمي الكرة فيما الفريق المدافع يحاول ضربها بالمضرب.
يحصل كل فريق إذن على تسعة أشواط ومع كل منها ثلاث دورات، أي محاولات لتسجيل الهدف بالدوران حول الملعب. ألا يبدو الأمر سهلا! حسنا، لكنه يصبح أكثر إثارة بكثير.
فالمعركة بين رامي الكرة وضاربها حامية الوطيس. فالرامي لا يريد للضارب أن يضرب الكرة بقوة أو بعيدا، ولذا فإنه سيفعل كل ما في وسعه ليجعل إصابة الكرة أمرا صعبا. يقوم رماة الكرة برميها بسرعة 140 كيلومترا في الساعة (البعض أوصلها إلى سرعة 160 كيلومترا في الساعة!) بطريقة لولبية ما يجعل الكرة تنعطف في الجو بشكل غريب. وإذا ما حرك الضارب مضربه وأخفق في إصابة الكرة، كما يحدث في أغلب الأحيان، يُسمى ذلك "إخفاق". ويُسجل إخفاق ضد ضارب الكرة إذ لم يحرك مضربه في حين يقرر الحكم أن الرمية كانت جيدة وصحيحة. ويخرج الضارب من الملعب إذا ما أخفق ثلاث مرات. وحينما يرمي الرامي الكرة على نحو سيئ أربع مرات، فإن الضارب يتحرك نحو القاعدة الأولى.
لكن الضارب يصيب الكرة في معظم الأحيان، ما يؤدي إلى حدوث أشياء كثيرة متوقعة وغير متوقعة. ففي بعض الأحيان سيحاول أحد المدافعين الإمساك بالكرة ورميها إلى القاعدة الأولى وإلحاق الهزيمة بالعدّاء ولو بجزء من الثانية. (عندها يصرخ الحكم: "أخرج من الملعب"). ويحدث في بعض الأحيان أن يصيب الضارب الكرة بقوة لدرجة أن الفريق المدافع لا يستطيع الوصول إليها. وفي هذه الحالة يعدو الضارب إلى القاعدة الثانية وربما حتى إلى القاعدة الثالثة. وأفضل الضربات تكون حين تطير الكرة بعيدا فوق السياج لمسافة ما بين 100- 130 مترا. في تلك الحالة يسجل ضارب الكرة والعداؤون على القواعد هدفا في الحال. ويسمى هذا "الهدف الأكبر"، أي "إكمال الدورة"، وهو ما يدفع بالمتفرجين إلى حال من الهيجان في التعبير عن فرحتهم.
تتطلب لعبة البيسبول قدرا عاليا من التنسيق بين العين واليد. (يعتقد بعض الرياضيين أن إصابة الكرة بعد رميها هي المهمة الأصعب في الرياضات بأنواعها). وهي لعبة استراتيجية أيضا. ما هي أفضل الرميات؟ السريعة سرعة البرق أم اللولبية؟ وهل ينبغي للضارب أن يحرك مضربه باتجاه أول رمية جيدة يراها أم عليه أن ينتظر على أمل الحصول على رمية أفضل منها؟ هل ينبغي للفريق المهاجم أن يركز على الحصول على الكثير من الضربات القصيرة، أم الانتظار إلى تحقيق الضربة الكبرى- أي إكمال الدورة؟
أسئلة نتركها مفتوحة للساحات الخضراء ومهارات اللاعبين على الأرض.